التنمر وأنواعه المختلفة وتأثيره السلبي على الأطفال

بسنت مصطفى

من الطبيعي تعرض كل شخص في مرحلة معينة في حياته لموقف تنمر واحد علي الأقل.

وتشهد السنوات الأخيرة العديد من حوادث وضحايا التنمر حول العالم التي يصل بهم الأمر في كثير من الأحيان للانتحار وصعوبة تقبل الذات.

تشير دراسات اليونيسيف لتعرض 70% من الأطفال في مصر للتنمر وهو ما يمثل نسبة كبيرة جدًا.

كما يتعرض حوالي ربع مليار طالب وطالبة للتنمر حول العالم حسب دراسات أجريت عام 2018.

مفهوم التنمر

التنمر هو أي سلوك أو فعل عدواني مريض غير مقبول من شخص أو مجموعة تجاه شخص أو مجموعة أخرى أقل في المستوى الفكري أو الثقافي أو حتى القوة البدنية.

التنمر يأتي في صور عديدة مؤذية يتعمد صاحبها إيذاء وجرح مشاعر الضحية وإذلالها.

لذا فإن المتنمرين هم أشخاص يعانون من بعض الاضطرابات النفسية لذا يجعلون البعض يشعرون غالبًا بنفس الأذى الذي شعروا به.

أنواع التنمر

ينقسم التنمر إلى نوعين:

تنمر مباشر

  • أي التنمر الجسدي وهو التنمر عن طريق التعدي بالضرب أو إلقاء الأشياء على الضحية وتصل في بعض الأحيان إلى السرقة أو تدمير ممتلكات.
  • أو حتى التنمر من الأهالي عن طريق الضرب للمعاقبة على بعض السلوكيات غير المرضية للأهل.
  • يتعرض ضحايا التنمر الجسدي لأضرار نفسية وجسدية كبيرة جدًا تأخد شكل كدمات وكسور وبعض الحالات وصلت حد الإعاقة.
  • يأتي التحرش الجسدي أيضًا كنوع من أنواع التنمر الجسدي التي تتعرض له الضحية باللمس أو الاغتصاب.

تنمر غير مباشر

 يتمثل في التنمر اللفظي وهو التنمر عن طريق التهديد والترهيب والتنابذ بالألفاظ أو إلقاء بعض الكلمات والألفاظ الجارحة للضحية أو الشتائم أو إطلاق بعض الألقاب وانتشارها بين محيط الضحية مما تسبب له الإحراج والأذى النفسي.

  • ويتضمن التنمر المباشر أشكال عديدة منها:
  • التنمر العنصري وهو تنمر يتعرض له مجموعة من الأفراد نتيجة لاختلافهم في اللون والعرق أو حتى الدين من قبل سكان دولة معينة.
  • التنمر السياسي وهو تنمر تستخدمه دولة ذات قوة ونفوذ أعلى تجاه الدولة الأضعف لإخضاعها وفرض سلطتها عليها.
  • التنمر الاجتماعي وهو تنمر يأتي نتيجة عدم تكافؤ المستوى والمكانة الاجتماعية وتسلط صاحب المكانة الأعلى سواء في المدارس أو الجامعات أو محيط العمل.
  • التنمر العاطفي و يأتي في وضع الضحية في أوضاع ومواقف محرجة أو تعمد إحراجه مما يؤثر بالسلب على مشاعره.
  • التنمر الإلكتروني وهو تنمر يأتي على الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي

ويأتي التنمر الإلكتروني في صور عديدة منهم:

  1. الاستقصاء والهجر وهو إبعاد فرد او شخص معين من موقع أو أي شئ يتعلق بالأنترنت.
  2. المضايقات كإرسال بعض الرسائل التي تحتوي على عبارات تنمر مؤذية.
  3. نشر فضيحة كإذلال الضحية وتهديدها بالفضيحة.
  4. مراقبة إلكترونية أو التجسس وفي بعض الأحيان يمكن ملاحقة الأطفال و تحريضهم فيما بعد علي افعال خاطئة غير سليمة.
  5. التهكير و سرقة الحسابات ويأتي تحت بند التعدي على الممتلكات الشخصية.
  6. التحايل وهو كسب ثقة الضحية لمعرفة أسرارهم وفضحهم فيما بعد.
  7. التصيد وهو استفزاز واثارة غضب الضحية لأصطياد ردة فعل معينة واستغلالها ضدهم.
  8. شخصية مزيفة وانتحال شخصية غير حقيقية لفترة طويلة جدًا.

الجدير بالذكر أنه يتعرض حوالي 3 أشخاص من أصل 4 أشخاص للتنمر الإلكتروني ومن أصل 3 أشخاص ينقلب 2 إلى متنمرين.

أسباب التنمر

أسباب تنمر الأطفال
أسباب تنمر الأطفال

في الأصل من الممارسين للتنمر هم من تعرضوا له بشكل أو بأخر مما جعلهم يعانون من بعض المشاكل النفسية.

للتنمر عدة اسباب تختلف من حالة لأخرى وهما:

التنمر لدى الأطفال

  • يرجع للتربية الخاطئة للأبناء حيث يستخدم الكثير من الآباء أسلوب “التكبر”والغرور في التربية وهو ما يجعل الأبناء في وضع تميز عن من حوله ويدفعه للعديد من السلوكيات الخاطئة.
  • استخدام العنف الأسري وهو التعنيف مع الطفل في المنزل من قبل الأهالي بالضرب والمعاقبة الشديدة مما يجعل الطفل يعتقد المدرسة كمحيط للتنفيس وتفريغ ما تعرض له.
  • البيئة التعليمية ووجود العديد من الأطفال في محيط المدرسة ممن يتنمرون على الأطفال والانتماء إليهم و يترتب عليه تقليدهم في ذلك السلوك.
  • تدني ثقة الطفل بنفسه مما يجعله أكثر عرضة للتنمرعليه لضعف شخصيته.
  • الرغبة في الاهتمام والشعور بقيمة الذات.
  • عدم وجود قوانين في المدرسة تنص على معاقبة المتنمرين.
  • مشاهدة العديد من المشاهد القتالية التي تدفع الطفل لتجربة كل ما يشاهده على زملائه الأضعف منه بالإضافة إلى الألعاب القتالية على الانترنت.

التنمر لدي البالغين

  • ضعف الوازع الديني المتمثل في قلة الاهتمام بأحكام وتعاليم الدين والاقتداء بها كقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ).
  • عدم وجود حملات توعية كافية سواء في المدرسة أو القنوات الإعلامية أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي.
  • ضرورة وجود قوانين واحتواء دستور أي دولة علي قوانين فعالة وحازمة بين البالغين لمحاربة تلك الظاهرة ومعاقبة المتنمرين.

طرق التصدي للتنمر

تأتي حلول ومقترحات حول ظاهرة التنمر في أشكال عديدة مثل:

  • التوعية بين الأهالي للتربية السليمة لتضمن مبدأ المساواة في التربية” كلنا واحد”وضرورة مراعاة مشاعر الأخرين.
  • كما يجب شعور الطفل بالراحة لإخبار والديه تعرضه للتنمر وعدم الخوف من البوح بذلك.
  • عدم استخدام العنف مع الأطفال وإيجاد أسلوب حوار سليم لينضج في بيئة طبيعية فيما بعد.
  • توجيه الآباء لتعليم الأطفال بعض الفنون القتالية التي تقوي الإحساس بالذات وعدم الضعف.
  • الرقابة السليمة من خلال المدرسين والأهالي تجاه من يرافقهم أبنائنا ومراقبة سلوكهم.
  • تفعيل عقوبات في كيان المدرسة وأخذ إجراءات صارمة تجاه الأطفال المتنمرين تصل حد الفصل.

طرق التصدي لدى البالغين

  • ضرورة الحفاظ على التعاليم الدينية والأخذ بها بعين الإعتبار ومراعاتها في التعامل بين الأفراد.
  • شن العديد من الحملات الإعلامية للتوعية ضد التنمر وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
  • وضع الدولة لبعض من العقوبات تجاه المتنمرين بالغرامة أو السجن في بعض الأحيان التي تستدعي ذلك.
  • تعمد إسكات المتنمر وإحراجه بشكل مناسب حتى يشعر بعدم ضعف الضحية وفي بعض الأحيان يأتي الإحراج في شكل التعامل الطيب مع المتنمرين.